كيف خدعنا الإعلام بكرتون "توم وجيري"؟!
.
كيف خدعنا الإعلام بكرتون "توم وجيري"؟!
فالبتأكيد كلنا قد شاهدنا هذا الكرتون الظريف الخفيف والذي يسمى "توم وجيري" ؟
أزعم أن أطفال العالم أجمع قد تربوا علي هذه المغامرات الشيقة واللذيذة والمسلية بين توم وجيري ،فمن منا لم يتعاطف مع جيري المسكين "الفأر" الذي يحاول جاهدا أن يعيش في سلام من خلال مأوي بيسط وغذاء بينما يسعي توم "القط" ،دائما لتقليل من راحته والتحامل عليه وطرده مرات عديدة.
إن هذه هي الصورة ببساطة والإنطباع الذي تعايشنا معه طيلة تلك الأعوام الماضية في قصة توم وجيري "القط والفأر" فـ جيري هو مثال للخير ،بينما توم هو مثال الشر .
ولو سألت أي طفل صغير أو حتي رجل كبير لأجاب تلك الإجابة بلا تردد أو تفكير.
لكن في واقع الأمر أن جيري "الفأر" هو مثال الشر وليس توم ولكن استطاع الإعلام ان يوصل الرسالة التي ارادها بكل مهارة وفن.
وابتلعنا الطعم كلنا أن جيري فأر " مستوطن" أو محتل للمنزل .. ضيف غير مرغوب فيه .. يسرق الجبن ويكسر الأثاث بينما يحاول توم طرد هذا الفأر الذي يعتبر عدواً لكل ربة بيت ،لكن الصورة التي تم نقلها بأن هذا فأر مسكين لا يستطيع أن يحيا بسلام مع قط شرير يحاول الحفاظ علي ممكتلكات المنزل.!
في الوقت الذي اجاز فيه كاتب السيناريو أن يسرق الفأر من أكل البيت ليخرج منتصرا ناجيا بفعلته في نهاية كل حلقة تقريبا .. لا يجيز ذلك لتوم الذي دائما ما يقع أسير فعلته، وتعاقبه ربة المنزل.
فرغم أن كل ذنبه هو حماية البيت من جيري "اللص" ،مصورا توم علي أنه غبي أحمق .. وجيري هو الأذكي والأفضل منه دائماً.
قد تبدو تلك القضية صغيرة بالنسبة للبعض .. بينما هو واقع الصناعة الإعلامية منذ الأزل والتي يتحكم في أكثر من ثمانين بالمئة منها وكالات صهيونية ، إن الصناعة الصهيونية للإعلام لم تعتمد علي عدم نقل الخبر .. لكنها فعلا تقوم بنقله ولكن من الزاوية التي تريدها فقط .. لتوهمك أن هذا هو العالم من نافذة صغيرة.
الإعلام هو السلاح الذي فطن له وفهمه وركز فيه أعداؤنا منذ عشرات الأعوام حتي أصبحوا يملكون مقاليده وأحترافه في الداخل قبل الخارج ينشرون به الشائعات ويغيرون به القناعات إحذر أخي القارئ أن تكون متعاطفا يوما مع من يسرق الجبن فعندك سلاح العقل الذي تسطيع أن تميز به الخير من الشر .. والحق من الباطل
أخي الكريم لقد تم تزييف التاريخ وتشويه الشخصيات الوطنية وتقديس العملاء والخونة وتقديمهم علي أنهم أبطال حموا أوطاننا من الإستعمار مع أنهم قدموه لقمة سائغة لأعدائنا
نحن علي موعد مع معركة أخري وهي إستردار الحقيقة و التاريخ من خلال إعلام مزيف
While it is the reality of the media industry since time immemorial that controls more than eighty percent of which agencies and media
الهدف من هذا الموضوع ليس لإقناع القارئ أن توم وجيري ماسونية أو أن هذا الكرتون ينفذ نظرية المؤامرة ولكن محاولة خفيفة ولطيفة لتسليط الضوء علي الصناعة الإعلامية ودورها في توجيه الرأي العام ولا سيما في قلب الموازين والحقائق ، وجعل الخير شر والشر خير ، وجعل الحق باطل والباطل حقاً.
ليست هناك تعليقات: